لقد تأسس الفكر الاجتماعي المعاصر لعلم الاجتماع الأوروبي في فترته التكوينية الكبرى ما بين 1830-1900 من قبل رجال مثل توكفيل، وماركس، وفيبر، ودوركهايم.
المفاهيم الأساسية في علم الاجتماع
يعتبر روبرت نسيبت أن الأفكار الأساسية التي تميز علم الاجتماع، أكثر من غيرها، بمقارنته بالعلوم الاجتماعية الأخرى، يمكن تحديدها في خمسة مفاهيم أساسية:
التي تتجاوز الجماعة المحلية تشمل الدين والعمل والأسرة والثقافة؛ فهي تشير إلى الروابط الاجتماعية التي تتميز بالتماسك العاطفي والعمق والاستمرارية والتكامل.
هي البنية أو النظام الداخليّ لأيّ جماعة، سواء كانت سياسية أو دينية أو ثقافية، وتستمدّ شرعيتها من الوظيفة الاجتماعية، أو التقاليد، أو الولاء.
تشير إلى موقع الفرد في سلّم الهرمي التراتبي والنفوذ الذي يميّز كلّ مجتمعٍ أو جمعية.
يشمل الأعراف، والسلوكيات غير العقلانية، والدينية، والطقوسية التي تُقدَّر لقيمتها بذاتها، وليس لما تحقّقه من منفعة.
تُعبّر عن منظورٍ تاريخيٍّ يُنظر من خلاله إلى الإنسان باعتباره مغتربًا، بلا انتماء، وفاقدًا للجذور، حين يُقطَع عن روابط المجتمع والغاية الأخلاقية.
الثنائيات المفهومية في الفكر السوسيولوجي
يرتبط كلّ واحدٍ من هذه المفاهيم عادةً بنقيضٍ تصوّريٍّ أو بفكرةٍ مضادّة، يستمدّ منها جانبًا كبيرًا من معناه المستمرّ في التقليد السوسيولوجي:
- الجماعة (Community) يقابلها المجتمع (Society) أو كما سمّاه تونيز (Gesellschaft)
- السلطة (Authority) يقابلها القوّة (Power)
- المكانة (Status) يقابلها الطبقة (Class)
- المقدس (Sacred) يقابله المدنس(Secular)
- الاغتراب (Alienation) يقابله التقدّم (Progress)
إنّ ثنائيات الجماعة – المجتمع، والسلطة – القوة، والمكانة – الطبقة، والمقدّس – الدنيوي، والاغتراب – التقدّم تمثّل موضوعاتٍ غنيّة في الفكر الأوروبي للقرن التاسع عشر. وباعتبارها متناقضات مترابطة، فإنها تُشكل جوهر التراث السوسيولوجي. وبصرف النظر عن أهميتها المفهومية في علم الاجتماع، يمكن اعتبارها تجسيدًا للصراع بين التقليد والحداثة، أي بين النظام القديم الذي أضعفته الثورتان الصناعية والديمقراطية، والنظام الجديد الذي لم تتّضح ملامحه بعد، والذي غالبًا ما يثير القلق بقدر ما كان يبعث على الابتهاج أو الأمل.
Nisbet, Robert A. The sociological tradition. 1966. New York: Basic Books


